لمحة تاريخية عن يافع

يافع

يافع هي أكبر قبائل جنوب اليمن. وتقطن المنطقة المحيطة بعدن مع العوالق، وهي ما كان يسمى المحافظة الثانية والأولى في تقسيم اليمن الجنوبي السابق للوحدة اليمنية. يافع: من اعظم القبائل شبه جزيرة العرب و اصعبها مراسا و تاريخهم مملؤ بالحوادث الجسام وكاف لان يستعين بهم ال الرصاص و العوالق و العبادلة اذا هجم عليهم فاتح او مغير وينقسمون الى عدة بطون هي: الموسطة و الظبي وبني قاصد و تشمل هذة البطون عدة فخائذ هي: بن دعبان (أهل عاطف) والعبدلي (بن سعيد ثابت) القعيطي ، آل علي جابر ، آل علي الحاج ، الجهوري ، الرشيدي ، السعدي ، الحريبي ، آل النقيب ، آل الدهري...الخ*

· هكذا أوردته الكاتبة سلوى الغالبي أما تقسيم يافع الصحيح فهو ، يافع السفلى (بنو قاصد) وتشمل خمسة بطون او (مكاتب) هي : اليهري ، اليزيدي ، السعدي ، كلد ، الناخبي (ذو ناخب). ويافع العليا (بنو مالك) وتشمل خمسة بطون او (مكاتب) هي : المفلحي ، الموسطة ، الظبي ، لبعوس ، الحظارم .

(لمحة جغرافية) تقع يافع في جنوب اليمن(شمال شرق عدن) بين خطي طول 45-46 وخطي عرض 13-14 يحدها

من الجنوب ساحل البحر ومن الشمال البيضاء ومن الشرق لودر(مكيراس) ومن الغرب الضالع وحالمين

وبشكل عام تمثل الجهة الغربية لمحافظة أبين والجهة الشماليةالشرقية لمحافظة لحج .

ويافع اسم ذو دلالتين : فهو يدل على يافع المنطقة ، ويافع القبيلة أو القبائل،

وعرفت يافع قديماً باسم "دهسم" أو "دهس" وكذلك" بسرو حمير" .

وجغرافية منطقة يافع في معظمها شديدة الوعورة والتضرس ،

وتشكل تقريباً نموذجا ًمصغراً لسطح اليمن العام ،فهي تنقسم _كما هو حال اليمن

_ إلى ثلاثة اقسام طبيعية مختلفةهي:

اولا_منطقة الهضبة :

وهي عبارة عن لسان تأتي امتداد لهضبة اليمن من جهة البيضاء

وقع في إطارها كل من مناطق الحد ،الضبي ، ولبعوس والموسطة وتنتهي في منطقة المفلـحي

حيث يختفي السطح المستوي ، وتظهر الجبال الحادة ، خصوصاً باتجاة مشألة .

ورغم صغرمساحة منطقة الهضبة نسبيا إلا أنها تحتوي على أهم المواقع والقرى الكبيرة في يافع ،

كما انها تمثل اكثر المواقع ارتفاعاً في يافع ومنها جبل ثمر

الذي يصل ارتفاعة إلى حوالي 6900 قدم عن سطح البحر، ويتميز مناخ تلك المنطقة بالبرودة شتاءً

وبالاعتدال صيفاً وبانخفاض معدل المطر السنوي مقارنة بالمنطقة التالية.

ثانياً_المنطقة الجبلية الوسطى:

وهي تلي منطقة الهضبة ، وتقل ارتفاعاتها كلما اتجهنا جنوباً ، و تمتد الى محاذاة الساحل .

وتتميز بسطح جغرافي شديد الانحدار والوعورة وتتخلل جبالها الكثيرة العديد من الوديان الضيقة

ومنها وادي حطيب ، وادي يهر ، وادي ذي ناخب ، وادي حمومة ، وادي سلب ، وادي حطاط وغيرها .

وهذة المنطقة تستقبل معدلات امطار سنوية بشكل افضل ، وتحتوي وديانها على العديد من الينابيع

والغيول الموسمية

أو الدائمة لكن بحكم طبيعتها فإن المساحات الزراعية فيها محدودة

فهي أما عبارة عن مدرجات صغيرة على جوانب بعض الجبال أو عبارة عن مساحات ضيقة

في جوانب الوديان ،

ويزرع في اطارها البن والحبوب والقات وغيرة

ويتركز النشاط والكثافة السكانيةفيها في نطاق المناطق المرتفعة المجاورة لمنطقة الهضبة

وعلى امتدادالحد المائي الفاصل بين المياه التي تتجة غرباً باتجاة وادي يهر ووطن

والتي تتجةشرقاً باتجاة سباح وسلب نظراً لكثرة امطارها من ناحية ولاتساع مساحة مناطقها النسبية

من الناحية الثانية

مثل رصد والسعدي وسرار.

ثالثاً_ المنطقة الساحلية :

وهي اصغر المناطق الثلاث مساحة وتقع في ساحل أبين في المنطقة الممتدة بين مصب

وادي بنا وساحل البحر

وتتميز بخصوبةتربتها وأهم مدنها جعار والحصن .



2_لمحة تاريخية :

دلت الأثار التي تم العثور عليها في يافع على انها عرفت النشاط الانساني والحضاري

في وقت مبكر من تاريخ اليمن القديم ، ويرى جواد علي المختص في تاريخ العرب قبل الاسلام ان يافع تشكل

المسكن القديم للحميريين ،وذلك قبل نزوحهم منها إلى مواطنهم الجديدة قبل القرن الأول قبل الميلاد،

كما أشار النقش الذي عثر عليه في صرواح إلى حروب الملك السبئي (كرب إل بين )

مع بعض الكيانات اليمنية

ومنها مملكة دهس في يافع في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً.

كما ان نقوش منطقة الحد في يافع قد اشارت إلى الحروب التي خاضتها قبائل ذو ريدان الحميرية

ضدملوك سبأ عند بداية العهد الحميري القوي في اليمن، الذي اسفر عن قيام كيان سياسي مركزي

في اليمن لاول مرة في تاريخة بل وتجاوز نفوذ ذلك الكيان الحميري إلى ان بلغ نجد والحجاز

في وسط الجزيرة العربية .

وقبيلة يافع من أهم القبائل اليمنية التي هبت لنداء الاسلام وكان رجالها

في طليعة الجيوش الاسلامية الفاتحة للشام ومصر ، ومن أشهرهم سراج بن شهاب اليافعي الرعيني

وحسان بن زياد ،وفي ظل الدولة الاسلامية الموحدة قسمت اليمن إلى ثلاثة اقسام إدارية "مخاليف"

وكانت يافع تنتمي إلى أكبر تلك المخاليف وهو مخلاف الجند الذي يضم تهامة وعدن وأبين أيضاً .

وفي الفترة التي ضعفت فيها دولة الخلافة الاسلامية وشهد فيها اليمن ظهور

عدد من الدول المستقلة لعبت يافع دوراً سياسياًمهماً في معظم تلك الدول ومنها دولة علي بن الفضل

الاسماعيلية والدولة الرسولية والدولة الطاهرية .وبحكم طبيعة منطقة يافع الجبلية من جهة وشحة

مواردها من جهة أخرى فقد قاومت الدول الكبيرة التي حاولت ان تسيطرعليها وتجمع الضرائب منها ،

فلم يستطع العثمانيون اخضاعها رغم امكانتهم الكبيرة

فبعد اربع سنوات من القتال أجبر العثمانيون على مغادرة حصن الخلقة في الحد الذي

حاولوا منه بسط سلطتهم على المنطقة .

وفي فترة الدولة القاسمية التي خلفت العكم العثماني في اليمن

تمكنت من مد سيطرتها على المنطقة ولكن لفترة زمنية محدودة حيث القبائل

والدولة في عدة مواجهات

شرسة داخل المنطقة وخارجها اسفرت عن تراجع سلطة الدولة من يافع والمناطق المجاورة لها .

وعند ذلك برزت اسرتين قبليتين قويتين في يافع على حساب مقاومة القاسميين وتلك الاسرتين هما

"اسرة بن عفيف " و"اسرة بن هرهرة" وانطوت تحت لواء كل اسرة ( سلطنة )

خمسة اقسام قبلية إدارية عرفت باسم "المكاتب" مازالت قائمة إلى وقتنا هذا .

والمكاتب التابعة ليافع(السفلى)هي :

اليهري - اليزيدي - الكلدي _ الناخبي _ السعدي .

أما المكاتب التابعةليافع(العليا) فهي :

البعسي _ الموسطة الظبي _ الحضرمي _ المفلحي .

وكان دور السلطتين القبلي والسياسي خارج المنطقة قد تراجع في فترة الاحتلال البريطاني

الذي تحكم في معظم الأمور أما سلطنة ابن هرهرة فقد تراجع دورها حتى داخل المنطقة

وفقدت شرعية تمثيل يافع " العليا " واضطرت بريطانيا عند عقد اتفاقيات الحماية والاستشارة

ابرامها بصورة منفردة مع معظم مشائخ مكاتبها .


بعد خروج بريطانيا وقيام دولة واحدة في جنوب اليمن قسمت البلاد إلى عدد من الاقسام الإدارية

_محافظات ومديريات _

فكانت يافع بكاملها وفق ذلك التقسيم عبارة عن مديرية (المديرية الغربية) تابعة للمحافظة (الثالثة) أبين حالياً

وعاصمتها جعار ، ثم عدل ذلك التقسيم في وقت لاحق واصبحت جعار تابعة للمديرية الجنوبية

ولبعوس عاصمة للمديرية الغربية

التي كانت تضم ثلاثة مراكز هي المركز الاول "لبعوس" والمركز الثاني "رصد" والمركز الثالث "الحد" .

وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي تم إعادة النظر في التقسيم الإداري للجمهورية للمرة الثالثة ،

فتوزعت يافع بين محافظتين هما لحج وأبين فكان لبعوس والحد (مديرية يافع) تابعة للحج ،

ورصد مركز تابع لمديرية خنفر ثم مديرية مستقلة .

وفي فترة الوحدة لم يحدث أي تغيير للتقسيم العام للمنطقة وانما تحولت المراكز التي كانت تابعة للمديريتين إلى مديريات مستقلة



اربع منها في اطار محافظة لحج

هي :

1- مديرية يهر 2- مديرية لبعوس 3_ مديرية المفلحي

4_ مديرية الحد .

وثلاث في اطار محافظة أبين

هي :

1- مديرية رصد 2_ مديرية سرار 3- مديرية سباح .



أنساب يافع



بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام



من عدة مراجع تاريخية وضعت سلسلة لنسب يافع. وسوف تجدون المراجع في صفحتها.

ويتصل نسب يافع الى ناعتة بن شرحبيل فانجب ناعتة زيد بن ناعتة وزيد انجب قاول بن زيد

وقاول انجب حجيرا وشرحبيل نفيل ويافع السرو وينكف . ابناء قاول ويافع بن قاول انجب بلدة

وجحيملان وشرحبيل ابناء يافع ومنهم انتشرت بطون يافع . ومسكنهم السرو اي سرو حمير

الذي تمتد حدوده من شرق اليمن الى الساحل ويشتمل على الهضبة مساكن يافع العليا وبطون الاودية

بين الجبال الشاهقة الى ابين بما في ذلك لحج والضالع . وقد عرفت هذه القبايل اليافعية بالنجدة

والكرم والاباء والشمم . وفي عصر الهمداني ذكر عدة قبايل من يافع منهم الاريوم وأذان

والذراحان وبنو قاسد والابقور وبنو شعيب وكلد والسياون وهم اهل الهجر وبنو سمى

وبنو صائد اربد مسكنهم صول والاصووت ولهم ثروه . ويافع من انجد القبايل اليمنية

واخبارهم في عصرنا كثيرة .

واشراف يافع في اليمن اليوم اي في عصر الهمداني بنو احمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله

بن زايد بن عاصم بن مرشد بن يفضل بن ذي جنى بن النظير بن يزيد الاصغر بن عمر بن مره

بن ذي يزن بن يريم الاكبر بن شرحبيل بن يافع بن قاول . وكما ذكر الحسن بن احمد بن يعقوب

الهمداني المؤرخ النسابة عددا من اودية يافع وجبالها وسكانها فمن ذلك العر وثمر وعله

وحطيب ويهر وذو ناخب وذو ثاوب وسلفة وسلب وشعيب وعر ميحان والعرقة ومدوره والمجزعة

وتيم . ولمعرفة من سكن هذه الاودية والجبال الجدول

العر

الاذان من يافع



ثمر

الذراحن من يافع



علة

للاصووت من يافع



حطيب

بني قاصد من يافع



ذو ناخب

بني جبر من يافع



يهر

بني شعيب من يافع

ذو ثاوب

بني صايد من يافع



سلفة

بني شعيب من يافع



شعب

بني سمى من يافع



عر ميحان

بني شعيب من يافع



سلب

بني جبر من يافع



العرقة

بني الاهجوري من يافع







وذكر كثيرا من الاودية والقبايل منها من لم يزل محتفظا باسمه ومنها من تغير

وذكر الاديب الاستاذ محمد بن علي الاكوع الحوالي عندما جاء ذكر يافع في الجزء الثاني من الاكليل

يافع قبيل ضخم مرهوب الجانب شديد الشكيمة ذو اباء وشمم وعروبة يعربية وهو دائما احرار

لا يدينون لسلطان . واقليمهم فسيح ومخلاف واسع يسمى سرو حمير ويقع في الجنوب الشرقي من اليمن .

وقبيلة يافع ممن هب لنداء الاسلام وكانت في طليعة جيش المسلمين الفاتح لمصر وكان

على مسيرتة مبرح بن شهاب اليافعي الرعيني الصحابي وحسان بن زياد اليافعي البطل المغوار

وهم الذين اجتازوا نهر النيل الى الضفة الغربية وركزوا العلم فيها ومن ذلك اليوم سميت تلك المنطقة بالجيزه

الى ان قال ونبغ منهم جماعه منهم المحدث عبد الله بن وهب اليافعي وممن اشتهر في الوطن

قاضي صنعاء واليمن باسره ابو بكر اليافعي وكان شاعرا مفوها من اعيان القرن السادس.

ومنهم قطب الحرم المكي عبد الله بن اسعد اليافعي صاحب التاليف الحسان والرئيس

الكبير والشاعر الخنذيذ والجواد المتلاف والعالم الضليع منصور بن نصر

بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن اسعد اليافعي الحميري وينتهي نسبة

الى الوزير المشهور موفق الدين علي بن محمد اليحيوي وزير المؤيد الرسولي ثم الى

ال يحيى الساكنين بالقارة من يافع وقد توفي عام 1342 هـ عن 85 سنة وغيرهم الكثير. نساء يافعيات

المرأه اليافعية مثالية في عفتها واخلاصها لزوجها واعانتة في شئون الحياة تقوم بتدبير

المنزل وتربية الاطفال والعناية بالمواشي وتشارك زوجها في الحقل وتوفر له اسباب الراحة

وتحافظ على مالة واذا غاب تولت مسئولية البيت والمزارع وتعمل جادة لاتعرف الكسل والملل

ولها فن في تنوع الماكولات فمثلا من طعام البر تنوعه الى عدة انواع شهية من المعطف الى المعشر

الى الرقاق الى الشموط ومن الذرة العصيدة واللحوح والمجفا والكبان الى غير ذلك من الانواع

والكلام عن المراه اليافعية طويل وبالرغم من ذلك فالرجل لايراعي لها هذا الاخلاص والعمل

الدووب الا ان البعض الذين عادوا من الغربة بداو يعرفون للمراة فضلها وتجد كل التفدير والاحترام

والمراة اليافعية ايضا ماهرة في صناعة السمن قل ان تجد مثله في لذتة وطعمة والمراة اليافعية

اصبحت الان تدرس في المدارس و تعرف القراءة والكتابة .

ومن فضليات النساء اليافعيات : فاطمة بنت عبدالله احمد الناخبي ويعود لها الفضل في تعليم

البنات في حضرموت وقد كتب عنها الكثير من المستشرقين والمستشرقات وكتب عنها من قبل

هيئة الامم المتحدة .

ونور عبد الحبيب بن زياد التي اسهمت الى جانب التدريس بتعليم الاشغال اليدوية ونور وفاطمة

تديران مدرستين للبنات في المكلا وتوجد طائفة من نساء وبنات يافع قد احرزن قدرا مناسبا من التعليم

كما توجد في المكلا السيدة الصالحة نور المعروفة بالعوادية وهي تقوم بجمع النساء ووعظهن

وتعليمهن امور الدين والاخلاق .

ولا ننسى الاميرة نور بنت عفيف اليافعي والطبل النحاس فحكاية الأميرة نور بنت عفيف

تشبة حكاية (جان درك).(1412-1431)القديسة عند الفرنسيين فهذه قاتلت الأنجليز ذودا

عن وطنها فرنسا وهي في مطلع شبابها وحكم عليها بالموت حرقا وتلك كما تقول الحكاية

الذي ظلت تروى حتى عهد قريب كانت في مقدمة رجال يافع في مقاومة حكم الأمامة

كان الطبل النحاس على جبل (جار)المجاور لجبل(القارة) عاصمة سلطنة يافع وحينما دخلت جنود

الأمامة قرية مسجد (النور) دون أن يراه أحد سارت الأميرة نور بنت عفيف حاملة سلاحها مقتفية

صوت دقاته وسمعتها قبائل يافع فاقبلت من كل حدب وصوت وزحفت خلف الأميرة في

محطة عسكر الأمام في مسجد النور يسمعونه ولا يرونه وحينما سمعت جنود الأمامة دقات الطبل

ورأت كثافة رجال يافع تتقدم نحوهم أرتاعو وولو الأدبار ؛ فتبعتهم الأميرة نور

إلى جبل (العر) حيث تحصنت جنود الأمام بأعلى الجبل ورابطت الأميرة نور وجيشها بالأسفل

وبالأدوات البدائية شرعت تنقل سردابا في الجبل من أسفله إلى أعلاه وظلت تقاوم هجمات

عسكر الأمامة وتحفر السرداب طيلة خمسة عشر سنة حتى بلغ السرداب تحت أرض احد الحصون

بأذرع قليلة فسمع الأمام ضربات الحفر تحتهم فولو هاربين إلى منطقة البيضاء فعاد الطبل

الى جبل (الجار ) وكان هذا الجبل عامر قديما أما الأميرة نور قتلت في أحدى المعارك

ودفنت في قبر مسجد النور .


تلك هي بأختصار حكاية الأميرة نور بنت عفيف والطبل النحاس وهي باستثناء خروج الطبل

من مكانة أعلى جبل (جار) إلى ساحات المعارك وعودته إلى الجبل بعد انتصار يافع دون

أن يراه أحد تبدو معقولة فالمرأة اليمنية كانت تشارك الرجل في الحرب ولا تنقص عنه شجاعة

والسرداب باق الى الان في جبل ( العر ) .




اما الطبل النحاس فكان طبل الحرب عند يافع كلها وهو طبل أثري هيكلة من معدن الصفر

عثر علية كما قيل بين أنقاض أثرية بشعب في وادي حطاط وكان يحفظ عند شيخ القبيلة

ولا يضرب الا في حرب أو أمر هام فيضرب فوق قمم الجبال فتأتي رجالها وأعيانها إلى شيخ القبيلة

لمعرفة الأمر الذي دعاهم من أجلة فدقات الطبل كانت بمثابة نداء الى رجال القبيلة

للحضور إلى ديوان الشيخ .فهل كانت الأميرة نور بنت عفيف هي زوجة السلطان معوضة العفيفي

التي قبض عليها جنود الأمام المتوكل اسماعيل وبعثو بها رهن الاعتقال إلى قلعة رداع

إن ذلك يبدو محتملا عند بعضهم .فاعتقالها حصل عند هزيمة زوجها 1066هـــ كان سنها

حين ذاك عشرين سنه حين تولى الأمام المؤيد محمد في سنه 1093هــ في سن السابعة والأربعين

تقريبا وهي سن تكون المرأه من القبائل محتفظة فيها كامل قوتها .


والمرأة اذا اعتقلت يظل حقدها على من أعتقلها أشد من حقد الرجل لذلك فأن من المحتمل

أن تهب زوجة السلطان معوضة العفيفي إلى الأنتقام من جنود الأمام حينما حانت ساعة الانتقام

منهم وكان من الطبيعي أن تهب حماس القبائل وهي تتقدم نحو العدو شاهرة سلاحها

والطبل يضرب امامها استنفارا للقتال فيقبلون مسرعين بأسلحتهم ويتبعونها فهي أميرتهم

أما حركة الطبل من تلقاء نفسه وسماع صوته دون أن يراه أحد فمن المحتمل أن من كان يحملة

ويضربة كان يتعمد وهو يسير به فوق التلال أن لا يراه أحد وأن الطبل النحاس كانت لهم حرمة

عندهم فهو لا يحمل جهره كبقية الطبول .فحكاية الأميرة نور بنت عفيف ليست حرافة

إنما كان فيما ورد عن الطبل أعني هيكلة لا جلدة ولا يعرف سر حرمته

عندهم وقد كان في المتحف الحربي في عدن والمتحف أغلق منذ بضع سنوات .